ما أسباب الصداع العنقودي عند الأطفال وكيفية علاجه؟

يعد الصداع العنقودي غير شائع عند الأطفال دون سن العاشرة، وعادةً ما يحدث في مجموعات من خمس نوبات أو أكثر، تتراوح من مرة كل يومين إلى ثماني مرات في اليوم. 

لا يزال أسباب الصداع العنقودي غير معروفة حتى الآن، لكنه يؤثر على الجهاز العصبي السمبثاوي، ما يسبب ظهور الأعراض، ويبدو أيضًا أنه يشتمل على جزء من الدماغ يُعرف باسم تحت المهاد والذي يساعد على التحكم في إيقاعات الجسم. 

يمكن أن يعاني الأطفال من عدة أنواع من الصداع، بما في ذلك نوبات من الألم تميل إلى أن تكون على الجانب الأيسر أو الأيمن من الرأس أو خلف عين واحدة، وعلى عكس الصداع النصفي، يحدث الصداع العنقودي في مجموعات من خمس نوبات أو أكثر. 

يتطور الصداع العنقودي عادةً خلال فترة المراهقة من سن 10 إلى 19، وعلى الرغم من أن السبب الدقيق غير معروف، لكن توجد العديد من الأسباب ذات الصلة، بما في ذلك: 

• الجفاف وفقدان الجسم للكثير من المياه.
• البيئة المحيطة والتي تحتوي على محفزات تثير حدوث النوبة، مثل: دخان السجائر ومسببات الحساسية.
• الروائح النفاذة والعطور والأبخرة والتواجد في بيئة دافئة يزيد من احتمالية حدوث الصداع العنقودي.
• الأطعمة أو المشروبات والتي ارتبط تناولها بحدوث الصداع، مثل الجبن القديم والمشروبات المحتوية على الكافيين والشوكولاتة وصلصة الصويا.
• العوامل الوراثية والتي يُعتقد أن لها دورًا في تناقل الصداع العنقودي بين أفراد الأسرة.
• الهرمونات والتي يتسبب ارتفاعها في حدوث الألم في أثناء البلوغ -بين سن 10 و 14 عامًا للفتيات وما بين 12 و 16 عامًا للأولاد-، خاصةً في أثناء الدورة الشهرية.
• قلة النوم يمكن أن يسبب العديد من المشكلات، وهو من أسباب الصداع العنقودي.

لا يشيع حدوث الصداع العنقودي عند الأطفال وتزيد احتمالية إصابته للذكور عن الإناث، ويكون في صورة هجمات متكررة من الألم الشديد يشعر بها الطفل حول العين والصدغ في جانب واحد من الرأس، وعادةً ما تستغرق 15 دقيقة إلى 3 ساعات. 

تظهر بعض الأعراض المصاحبة للصداع العنقودي والتي تُعرف معًا باسم الخلل الوظيفي اللاإرادي، وتتضمن: 

• سيلان الأنف.
• التعرق.
• احمرار الخد.
• تورم الجفن.
• الشعور بامتلاء الأذن.
• سيلان الدموع من العين.

تبدأ نوبة الصداع العنقودي دون سابق إنذار، ويكون الألم شديدًا جدًا ويُوصف بأنه إحساس حارق أو حاد أو ثاقب، وتستهدف نفس الجانب في كل مرة، فتحدث الهجمة تليها فترة من الهدوء التام لمدة شهر على الأقل ومن ثمَ تعاود مجددًا. 

يبدأ الطبيب المتخصص بفحص دماغ المريض وتشخيص الأعراض التي يشعر بها ومن ثَم التوصل إلى التشخيص النهائي بعد استبعاد أسباب الصداع الأخرى والتحدث معه في خيارات العلاج المتاحة. 

لا يمثل الصداع العنقودي واحدًا من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تهدد صحة المريض، لكنه يتسبب في الشعور بالألم الشديد والذي لا تساعد المسكنات، مثل: الباراسيتامول على التخلص منه، بل على العكس يحتاج لطبيب يتابعه وعلاج متخصص. 

يتكون العلاج بشكل رئيسي من جزئين للتخلص من ألم الصداع العنقودي، وهما: 

1. الوقاية من حدوثه لوقف الهجمات.
2. الراحة التامة عند حدوث النوبة.

تشمل خيارات العلاجات المستخدمة لعلاج الصداع العنقودي، ما يلي: 

1. الأكسجين.
2. حقن سوماتريبتان تحت الجلد أو بخاخ داخل الأنف لعلاج الألم الحاد.
3. علاج وقائي، مثل: فيراباميل و بريدنيزولون أو بريدنيزون.
4. جابابنتين.

 يمكن علاج الصداع العنقودي عند الأطفال بنفس الخيارات المتاحة لدي البالغين، فعلى سبيل المثال يمكن تعليم الطفل كيفية إعطاء حقن سوماتريبتان لنفسه تحت الجلد أو استخدام بخاخ الأنف. 

تساعد أيضًا جلسات الأكسجين على تخفيف الألم مع الحرص على الاستمرار في استنشاقه لمدة 5 إلى 10 دقائق بعد اختفاء الأعراض وزوال الألم. 

تشمل طرق العلاج الأخرى:

تحفيز العصب المبهم عبر الجلد 

يمثل تحفيز العصب المبهم عبر الجلد (TVNS) علاج جديد باستخدام تيارات كهربائية منخفضة في الجهد لتحفيز العصب الموجود في الرقبة بهدف تسكين الألم الناتج عن حدوث نوبات الصداع العنقودي. 

يُوضع جهاز صغير بحجم الهاتف المحمول على جانب الرقبة، ويبدأ التيار الكهربائي في الزيادة تدريجيًا حتى يشعر المريض بتقلصات عضلية تحت الجلد لمدة دقيقة ونصف تقريبًا. 

يمكن استخدام TVNS لعلاج نوبة الصداع العنقودي عند بدئها، ويساعد أيضًا على منع الألم بين الهجمات، لكنه قد لا يُجدي نفعًا مع معظم المرضى. 

زرع جهاز تحفيز 

يوصى الطبيب بإجراء عملية جراحية لزرع جهاز التحفيز في تجويف الخد في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى، وتصدر منه تيارات كهربائية محفزة لمنطقة من الجهاز العصبي السمبتاوي والتي يُعتقد أنها ذات صلة بحدوث نوبات الصداع العنقودي. 

ينشط المريض الجهاز على السرعة القصوى التي حددها طبيبه مسبقًا عند حدوث الصداع، وذلك من خلال وضع وحدة محمولة على الخد فوق المكان المزروع الجهاز به 

تساعد هذه الطريقة على تسكين الألم وتقليل حدوث نوبات الصداع العنقودي، وتعد من الطرق الآمنة للاستخدام على المدى المدى ولفترة تصل إلى شهرين وتحت إشراف الطبيب. 

من أدوية تخفيف الألم المتاحة دون وصفة طبية، أدوية الإيبوبرفين، مثل:

• شراب نيوروفين (Nurofen).
• شراب بروف (Prof).

يمكن الوقاية من نوبات الصداع العنقودي بتجنب التعرض للمحفزات التي تثير حدوثه، والتي تشمل ما يلي: 

• المواد ذات الرائحة النفاذة، مثل: البنزين أو العطور أو الطلاء. 
• ارتفاع حرارة الجسم في أثناء التمرين؛ لذلك من الأفضل تجنب ممارسة الرياضة خلال حدوث النوبة. 
• التدخين والذي يتسبب في زيادة خطر حدوث الصداع العنقودي؛ لذا ينبغي التفكير في الإقلاع عنه. 

يمثل دواء فيراباميل الحل الرئيسي لتجنب الصداع العنقودي، ويمكن تناوله أكثر من مرة في اليوم طبقًا لإرشادات الطبيب. 

قد يتسبب دواء فيراباميل مشكلات في القلب؛ لذا يحتاج المريض إلى عمل اختبار يسمى مخطط كهربية القلب (ECG). 

تشمل الأدوية الأخرى التي تعمل كوقاية، ما يلي: 

1. الكورتيكوستيرويد.
2. الليثيوم.
3. حقن التخدير الموضعي في مؤخرة الرأس.

يختلف تأثير العلاج الوقائي في فعاليته من مريض لآخر، وقد يحتاج إلى تجربة أدوية مختلفة قبل الوصول إلى الحل المناسب للسيطرة على النوبات. 

ختامًا فإن أسباب الصداع العنقودي سواء عند الكبار أو الأطفال لا زالت غير واضحة حتى الآن، لكنها رُبطت بجزء من الدماغ يُسمى تحت المهاد، وتساهم الكثير من المحفزات الأخرى في حدوثه، لذا ينبغي إبعاد الطفل عنها، ولحسن الحظ توجد العديد من خيارات العلاج التي يمكن مناقشتها مع الطبيب المختص؛ لمعرفة الوسيلة المناسبة للتغلب على نوبات الصداع العنقودي. 

احجزي الآن عيادة المخ والأعصاب من خلال مركز أندلسية لصحة الطفل. 

احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.